ولد العطار
المساهمات : 112 تاريخ التسجيل : 12/06/2008 العمر : 33
| موضوع: الصيف ووفرة الملهيات من المفسدات في بلدي الامارات الجمعة يونيو 13, 2008 12:03 am | |
| قال أبو العتاهية رحمه الله: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة إن الله تبارك وتعالى لما خلق ابن آدم ميزه عن غيره من الدواب بنعمة كثيرة، وليست نعم البيان فقط كما يقول البعض لما سموا الانسان بالحيوان الناطق، بل ميزه بنعم كثيرة من أهمها نعمة الإحساس بالشغل والفراغ، فالأنعام لا تعرف الفراغ والشغل، بل تعرف الأكل والاسترخاء، فهي في مجموعها إما تأكل وإما تستريح، أما ابن آدم فقد ميزه الله بنعمة الإحساس بالفراغ والشغل أو لنقل نعمة الإحساس بالوقت، وقد اعتندى اجدادنا بالوقت وعملوا بقول النبي عليه الصلاة والسلام “اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك و صحتك قبل سقمك و فراغك قبل شغلك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك” وكانوا يخشون من السؤالات العظيمة التي جاءت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال ”لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه”، فلما عملوا بهذين الحديثين نجوا وجنوا، نجوا من الفراغ المؤدي للمعصية، وجنوا ثمار العمل والشغل، وقد قال الصالحون ”نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية”. أما عن حال شبابنا في هذه الأيام فليس لك سوى العجب، فراغ قاتل يملأه الشاب باجتهاد شخصي منه، ولا يدري إلى أين يقوده هذه الاجتهاد، وكما قال القائل: إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده وها هي الإجازة الصيفية آتية لتعطي الشاب 5-6 ساعات إضافية، ماذا سيفعل شبابنا في هذه الساعات؟ ونحن نعلم أن عقل ووقت الشاب كالوعاء الفارغ، إما أن نملأه بالخير أو نترك الحبل للغارب للشاب ليملأ هذا الوعاء الفارغ بما يوصله اجتهاده، ولعلنا نعلم حال الشاب الذي تحاصره الشهوات كيف سيكون مع هذا الفراغ، شهوة حب الظهور، شهوة حب الانتساب لفريق كرة أو مغنٍ أو ممثل، شهوة حب التقليد في خير وشر، والشهوة الجنسية، ولكوننا في أكثر الاقطار العربية انفتاحا، فلدينا كافة الملهيات والمغريات: 1- لدينا وفرة في المال وشبابنا ليسوا كشباب غيرنا من الدول من حيث قدرتهم المالية. 2- الشاب لدينا ليس مثل الشاب في الدول التي تعتبر شعوبها كادحة حتى يقضي صيفه في العمل والكسب ولكنه يقضي صيفه غالبا في الملهيات وقتل وقت الفراغ بالنافع والضار. 3- سهولة السفر والتحرك ما بين المدن في دولة الامارات وانتقال الشباب بخفة من مدينة إلى مدينة وكأنها نزهة سريعة. 4- توفر الملهيات والمغريات، السينمات، مقاهي الشيشة، مراكز الألعاب، الأسواق المركزية (المولات)، المراقص، الأندية البحرية، الكوفي شوب، قاعات الإنترنت، وقاعات الأعاب الكمبيوتر والفيديو جيم، الشواطئ المفتوحة للأجانب الذين لا يعرفون للحشمة والحياء معنى، انتشار الاجانب في المناطق السكنية وحرصهم على التخفف من لباسهم في الصيف. في ظل هذا الوضع أوجه رسائل، للوالدين، للابن، وللمؤسسات الحكومية: رسالتي للأب والأم: هل تعتقد أن بمقدور ابنك أن يقاوم كل هذه المغريات؟ شاب يحمل فوران الشباب، ولديه المال، ويستطيع أن يتحرك بدون اذن منك متى شاء ويعمل ما شاء، هل تعلم أن هذا الصنف من الشباب معرض للأخطار التالية: 1- المشاركة في عصابات إجرامية. 2- الوقوع في وحل الرذيلة والفاحشة والزنا. 3- الإصابة بمرض المناعة المكتسبة (الإيدز). 4- تعاطي المخدرات وقد يصل للترويج. 5- إدمان التدخين. 6- وفي حال حدوث شيء مما سبق فسوف يصاحب هذا هبوطا أخلاقيا خطيرا. 7- القائه في مراكز الأحداث أو السجون. 8- هبوط المستوى الدراسي. كيف تستطيع أن تحمي ابنك من هذه المغريات؟ (1) شغل وقت فراغه بما ينفع. (2) اعمل اكثر من رحلة إلى خارج مدينته واجعله يمارس هواياته بجوارك ومعك. (3) فرغ طاقته بشكل مستمر في ممارسات تُرجعه للمنزل منهكا لا يريد سوى النوم. (4) تستطيع أن تُنسبه إلى معهد ليتعلم لغة سواء الانجليزية أو أخرى مضافة إليها. (5) تستطيع أن تطور مهارته في استخدام الحاسب الآلي. (6) يمكن أن تُنسبه إلى مركز تدريب للكراتيه أو التيكواندو. (7) توجد بعض المعاهد والمراكز الشبابية التي تقيم رحلات علمية وتعليمية بأسعار مناسبة لا تتردد في مشاركة ابنك بعد التأكد من صلاحية تلك المراكز. أماكن مقترحة للزيارة: (1) صالة الثلج في مول الإمارات بدبي. (2) حديقة حيوانات جميرا بدبي. (3) عين مبزرة بالعين. (4) عين محضة بالعين. (5) عين ضنك في عمان. (6) عين مضب بالفجيرة. (7) عين الوريعة بالبدية. (8) عين حبحب بالفجيرة. (9) عين خت برأس الخيمة. (10) سوق الجمعة على طريق الذيد – الفجيرة. (11) سوق الجمعة على طريق دبي حتا (أقرب لحتا). (12) أسواق الفواكه الطازجة في الساحل الشرقي. (13) متحف حيوانات شبه الجزيرة العربية طريق الشارقة – الذيد. (14) متحف التاريخ الطبيعي على طريق الشارقة – الذيد. (15) المتحف العلمي على طريق الشارقة – الذيد. (16) متحف الشارقة للآثار. (17) متحف الشارقة الإسلامي. (18) أحواض الأسماك البحرية في الشارقة (جديد) موجود في منطقة الخان القديم. (19) الشاحل الشرقي من كلباء إلى العقة بالبحر الجميل المتميز وناسها الطيبين. (20) مسجد البدية. أيها الأب الكريم، إن ابنك أمانة في عنقك يحاسبك الله عليها، انفق من وقتك الآن لابنك حتى لا تنفق أضعاف هذا المبلغ في متابعته لاحقا في مصحات الإدمان وبين أروقة المحاكم، وانفق من مالك بضعة آلاف كل سنة لتربية ابنك بدلا من إنفاق أضعافها لعلاجه من الادمان أو لاتعاب المحاماة. لا تتردد في مراجعة بعض المراكز الشبابية وبعض الاختصاصيين التربويين للحصول على أفكار متميزة وللحصول على مشاريع لتربية الأبناء ومقترحات صيفية. رسالتي للشاب: إن غالب من تراهم الآن من الناجحين في المجتمع هم حصيلة سنوات طويلة من التعلم والدراسة والاستفادة من اوقات الفراغ في النافع، واسأل أي رجل ناجح في المجتمع كيف وصل إلى هذا النجاح لتجد أن النسبة الأكبر من هؤلاء الرجال وصلوا إلى مراتب متقدمة من النجاح نتيجة استفادتهم من كل دقيقة إضافية في أيامهم، واسمع قصص الفاشلين في المجتمع وقصص من تواروا خلف قضبان السجون، وقصص المفلسين، لتجد أن غالبهم كان فاشلا في الاستفادة من وقته، وربما كان يمارس في وقته فراغه المرحمات. هل تعلم أيها الشاب أنك هدف أساسي قبل غيرك لعصابات المخدرات التي تطمع في سحب كل درهم تملكه، بل والاستيلاء على أموال أسرتك؟ هل تعلم أن إعلانات التدخين أنت أول المستهدفين فيها ليفرغوا جيبك؟ هل تعلم أن دور السينما إنما فُتحت لسرقة مالك بالباطل؟ هل تعلم أن الباطل جيش جيوشا إعلامية لإفسادك؟ هل تدري أنك هدف مستهدف لإعداء الإسلام لإفسادك؟ هل جلست مع نفسك لحظة واحدة لتسألها: (1) لماذا خلقني الله؟ هل خلقني عبثا؟ أم خلقني لعبادته؟ (2) هل بُنيت دور السنيما هذه لمؤانستي وإدخال السرور إلى قلبي أم للاستيلاء على مالي؟ (3) هذه الخمسين درهما التي أدفعها لأشاهد بها مسلسلا أجنبيا فيه العهر والخمر والخداع والقتل، ألن يحاسبني الله عليها؟ (4) ماذا ستقول لربك إذا وقفت بين يديه وسألك عن عمرك وشبابك ومالك وعلمك؟ هل ستقول والدي هو السبب؟ هل ستقول المجتمع جنى علي؟ كل هذا لا يُعفيك من العقوبة. اخي الشاب، ألا تتطلع إلى تكون بعد10-15 سنة في موقع مرموق؟ أخي الشاب اجلس مع نفسك قليلا واسألها، بعد 15 سنة ماذا تريد أن تكون؟ من تريد أن تكون؟ ماذا تريد أن تملك؟. سألت شبابا في مركز الأحداث ذات مرة ماذا تريدون أن تكونوا؟ الأول: بعد 15 سنة أريد أن أكون متزوج وعندي ثلاثة أبناء وراتبي 15 ألف درهم وأعمل في مؤسسة حكومية. الثاني: بعد 15 سنة أريد أن أكون متزوج وراتبي 20 ألف وأعمل مهندسا. سالتهم، هل تعتقدون أنكم ستصلون إلى هذا الحلم وأنتم دوما نُزلاء مركز الأحداث؟ يجب أن تخرجوا من هذا المركز بحسن سلوككم، وإذا خرجتم أن تقرروا أن لا تعودوا له، ثم بعد ذلك تخططوا لأنفسكم. أنت أيها الشاب، اسأل نفسك، بعد 15 ماذا تريد أن تكون؟ ما الوظيفة التي تريد أن تعمل بها؟ (مدرس، ضابط، طبيب، مهندس، عالم، قاضي، محاسب). ما الراتب الذي تطمح أن يكون في يدك بعد 15 سنة؟ ألا تحلم بالزواج من فتاة صالحة؟ ألا تحلم أن يكون لديك أبناء؟ الا تحلم بأن يُشير الناس إليك بأنك انسان محترم ولك قيمة في المجتمع؟ يستحيل أن تجمع بين هذه الأحلام الرائعة وبين تضييع الأوقات في الملذات والملاهي والمحرمات والممنوعات؟ يستحيل أن تجمع بين هذه الأحلام الرائعة وبين إهمال تطوير نفسك في المجال الاجتماعي والإداري والشخصي والشرعي والمالي؟ أخي الشاب، إن أيامك معدودة، ودقائقك غالية جدا، وكل ساعة تمر من حياتك لا تستفيد منها علما أو تكسب منها خبرة أو تحصل فيها على مال أو تكسب من ورائها ثوبا من عند الله فهي ساعة مفقودة، وهي ساعة ستبكي عليها بحرقة في يوم من الأيام حينما تراجع سجل حياتك وتقول ليتني لم أفعل كذا، ليتني لم أذهب إلى هناك، ليتني لم أدفع درهما هنا، ليتني أنفقت درهما هناك، وقد تكون الحسرة والندم في الآخرة أشد وقد تكون ممن قال الله فيهم: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) أخي الشاب، ها هو الصيف جائك محملا بوقت فراغ كبير، وجائتك المشاريع تترى الواحد تلو الآخر، منها مشاريع الفساد والإفساد والانحلال، ومنها مشاريع استهلاك مالك فيما يضر ولا ينفع، ومنها مشاريع الخير التي يسلكها العقلاء، مشاريع يتعلمون منها علوما جديدة، يكتسبون لغة يتحدثونها كالانجليزية أو الألمانية أو الفرنسية، يتعلم من خلال دورات كيف يتخذ قراره، كيف يتاجر، كيف يكسب المال، أو حضر دورة شرعية وتعلم كيف يتوضأ وضوئا صحيحا، وكيف يصلي صلاة صحيحة، وهذه هي الباقيات الصالحات، فباقي الأمور أمور دنيوية معينة على الطاعة، وأما الطاعة والعبادة فهي الأصل، فكن واحدا من العقلاء الذين يعرفون أن يضعون أموالهم، وأين يُقضون أوقاتهم، وكيف يجعلون من ساعاتهم أوقاتا جميلة لا تخلو من اللهو البريء ومن الكلمة الجميلة الصادقة، ولا تخلو من الفائدة العظيمة التي تجعل حياتهم سهلة ميسورة وأكثر سعادة. أخي الشاب، هل تعاني من مشكلة في فهم الوقت؟ هل تعاني من مشكلة في فهم حاجاتك؟ هل تعاني من مشكلة لا تعرف لها حل؟ استشر واستفد ممن هو أكبر منك سنا وأكثر منك خبرة، وستجد لسانا صالحا مرشدا لك وعقلا منيرا يبصرك بالنافع لك. رسالتي إلى المؤسسات الحكومية: مزيد من السبات الصيفي العميق. نقلا عن مدونة صدفات | |
|